ركن بلال مرميد .. سينما على ضفاف البحر الأحمر

العربية السعودية تصنع سينماها، ولكي تصنع سينماها فهي تستضيف كبار صناع السينما العالمية، وتجعلهم يقتربون من أبناء البلد.
يصلون جدة، وينظمون لقاءات مع الحاضرين، وتُمنح الأولوية لصناع السينما من شباب اختار السينما مجالا للاشتغال.
حضرت هذه التجربة في مناسبتين، وفي هذه الدورة، وهي الثالثة من مهرجان البحر الأحمر، يلتقي نجوم مثل هالي بيري صاحبة الأوسكار عن "Monster's ball"، وغوينيث پالترو الحائزة بدورها على الأوسكار عن دورها الذي لم ولن ينسى في "Shakespeare in love"، والمخرج باز لورمان مبدع Elvis و The great Gatsby أو Moulin Rouge، أو ويل سميث الذي لا يحتاج لتقديم.
هؤلاء وغيرهم، يَسَّر مهرجان البحر الأحمر السينمائي لقاءهم بصناع السينما في لقاءات رسمية، لكن التفصيل الأهم والأجمل هو أن هؤلاء لم يحضروا لجدة لكي تُبنى حولهم جدران تجعل الاقتراب منهم أمراً عسيراً.
على العكس من ذلك، هنا في جدة سبل اقتراب صناع السينما منهم غير معقدة، وهو أمر مقصود من المنظمين. جميل أن يأتي كل نجوم السينما لجدة، لكن الأجمل هو أن تتناسل تلك اللقاءات بينهم وبين أسماء ستقول كلمتها في السينما في المستقبل القريب.
شخصياً، أكره تلك المهرجانات التي تعثر فيها على شخص أو اثنين، يربطون اتصالاً بالنجوم، ويحضرونهم، ثم يطلبون منهم في الكواليس أن يشكروهم بالإسم خلال الحفلات العلنية، ويجعلون مسألة لقاء وسائل الإعلام وأبناء البلد المضيف بهم أمراً يدخل في خانة المستحيل.
هنا في جدة، لا تحس بهذا الأمر نهائياً، وكل الأسماء التي سردتها جاءت باحثة عن تلك اللقاءات مع أبناء البلد الذي يحتضن الموعد. حوارات كثيرة، وتواصل سلس وسهل مع وسائل الإعلام الرصينة، وبالخصوص حدوث تلك الاستقادة المتبادلة بين الضيف والمضيف. هو أصلا الهدف الأول من إقامة مهرجان سينمائي دولي، وفي هذا الجانب وجب الإقرار بأن مهرجان البحر الأحمر السينمائي في جدة قد كسر تلك القيود الوهمية، وفرض ذلك التواصل الأفقي بين نجوم السينما وبين الشباب من صناع السينما العربية في المستقبل القريب. 
العربية السعودية تصنع سينماها، وشخصياً أتابع بعين متفائلة هذه الخطوات التي يتم القيام بها سنة بعد أخرى. هم يجتهدون، وهذا الاجتهاد يسير بوتيرة سريعة جداُ. فرق كبير بين ما شهدته العين قبل عام، وما أشاهده حالياً، وبدون ارتياب لن أتفاجأ إن عثرت على أسماء سعودية تبدع سينمائياً على أعلى مستوى في المستقبل القريب. حقاً لن أتفاجأ، وحقا لت أتردد في التصفيق لكل من سيقدم أعمالاً سينمائية محترمة، والسلام.