تغطية مباشرة

أولڤير ستون وشارون ستون في جدة..

ثقافة
الإثنين ١٦ يناير ٢٠٢٣
12:58
استمع المقال
ركن بلال مرميد، رئيس القسم الثقافي بميدي1 وميدي1تيفي
استمع المقال
أفكار بالية كنت قد طلقتها منذ سنوات، وبالضبط منذ أن شاهدت شريطين سعوديين. الأول لهبة المنصور والثاني لمحمود صباغ، ومنذ ذلك الحين كنت على يقين بأن السعودية قادمة بخطوات ثابتة لتفتح المجال لأبنائنا ليبدعوا في السينما. انتظرت بعضاً من وقت، وجاءت فرصة التنقل إلى جدة لأعاين عن قرب كيف ينظمون حدثاً سينمائياً دولياً في نسخته الثانية. بكل الصدق الممكن الذي يجب أن أنقله هنا لأبناء بلدي والمنطقة المغاربية، تفاجأت بأن مهرجان البحر السينمائي الدولي، موعدٌ يستحق كل الاحترام، وظروف العرض، واستقبال فرق الأفلام، ربما لن تعثر لها على مثيل في أغلب المهرجانات العربية الأخرى. تنظيم مُحكم، وانطلاقة حقيقة هدفها وضع العربية السعودية ضمن خارطة المهرجانات العالمية، خصوصا بعد أن صار الموعد الدولي في الخليج بعد انتهاء عمر مهرجانات أخرى، بدأت صاخبة وانتهت ميتة بدون أن تقام لها صلاة جنازة. في جدة الأمر مختلف، وتحس منذ اول وهلة بأن المنظمين يرغبون في وضع أرضية متينة لمهرجان يكبر تدريجيا. نقلوا مكان استقبال الحدث من جدة التاريخية إلى الريتز الفخم، وحاولوا أن يضمنوا تمثيلية لكل البلدان العربية، مع حضور لنجوم كبار. في هذه النقطة بالذات، أود أن هنا أن أثير تفصيلاً مهما، وهو أن المهرجان الدولي الذي تحتضنه السعودية هو الوحيد الذي يجلب نجوماً ويجعل الاقتراب منهم، ومحاورتهم، والاستفادة من خبراتهم أمراً ممكناً. في جدة، جاءت شارون ستون وحضر أندي غارسيا، وشارك غاي ريتشي ولوكا غوادانينو، وهؤلاء نظمت لهم جلسات حوارية مع ضيوف المهرجان ومع السينمائيين السعوديين الشباب، لتتحقق الاستفادة. مهرجانات عربية اخرى، تجلب النجوم، وتترك لهم حرية الاختيار، وفي آخر المطاف، يختار أغلبهم عدم إجراء لقاءات مع أبناء البلد المضيف، وهو جانب أزعجني ويزعجني وسيزعجني على الدوام. في جدة، تجاوزوا هذا العائق، وشرحوا لضيوفهم بالكلام الواضح بأن المشاركة تعني أولا وقبل كل شيء، ذلك اللقاء مع عشاق السينما.
أفكار بالية طلقتها بعد الزيارة الميدانية، واقتناع شخصي بأن ما تحقق كبير، وما يتم الإعداد له مستقبلا ضخم ويستحق الإشادة. أحكام مسبقة كثيرة يجب أن تقبر، ومنظمون أقحموا أبناء وبنات البلد في عملية التنظيم، واستقبال الضيوف، والاحتكاك بهم وبتجاربهم، وفي هذا التمرين، نجحوا في وقت قياسي في اكتساب مهارات كثيرة. لن استغرب مستقبلا إن عثرت على مخرج سعودي من الجيل الشاب، يقتحم مسابقة مهرجان عالمي كبير، ولن أتفاجأ إن صاروا في الأعوام المقبلة يستضيفون مخرجين عالميين كبار يقدمون في مهرجان البحر الأحمر أفلامهم في عرض عالمي أول. هم يجتهدون، والمجتهد يستحق التشجيع والتنويه. هم قادمون.. يلزمهم فقط بعضٌ من وقت، وسترون. قاعاتهم رائعة، وشبانهم تتوفر لهم ظروف الاشتغال الجيدة، وأفكار مبدعيهم تختلف عن تلك التي عهدناها في امكنة أخرى، وقريباً سينضمون لركب الكبار بعد أن هزموا عقدة النقص التي تلازم المبدع العربي. قلت هذا الكلام، والدورات المقبلة ستثبت صحة هذا الكلام، والسلام.